تنتمي حنة أرندت Hannah Arendt(1975 1906) لعائلة ذات أصول يهودية، لعبت أمها دور أساسي في تنشئتها، فقدت والدها كانت لم تتجاوز بعد عقدها الأول؛ انتمت آرنت إلى عائلة استطاعت الاندماج في المجتمع الألماني. درست الفلسفة في جامعة ماربورغ تحت إشراف الفيلسوف الألماني مارتن هايدغرHeidegger (1889ـ 1976)، أثر عليها في جوانب متعددة من ذلك: عودتها إلى الإرث اليوناني خاصة فيما يتعلق بأصل المفاهيم ودلالتها؛ وهو الذي قيل عنه بأنه قرأ الفلسفة الإغريقية بطريقة كما لو أنها لم تُقرأ مثل ما قرأها هو؛ لقد جمعت الفلسفة بين أرندت وهايدغر إلا أن السياسة فرقتهما لأنه ساند في وقت ما الحزب النازي.
أنجزت أطروحة الدكتوراه على يد الفيلسوف
الألماني كارل ياسبرز Karl Jaspers (1883ـ 1969) بعنوان: "مفهوم الحب لدى أوغسطين"
عام 1929. كان لأطروحتها تأثير على نظريتها السياسية لأنها ظلت منشغلة
بالآخر وأهميته كما أنها أخذت من أوغسطين عبارة "حب العالم" التي سنتطرق لها فيما
بعد. أرندت كانت شغوفة بالشعر تحفظه عن ظهر قلب خاصة الشعر الإغريقي والألماني.
اعتقلت أرندت بعد وصول النازية للحكم الألماني
سنة 1933، وبتدخل من هايدغر نظراً لقربه من النظام النازي تم إطلاق سراحها. بعد
ذلك غادرت أرندت من ألمانيا إلى فرنسا، إلا أن النظام النازي دخل إلى فرنسا
واحتلها، لتنتقل إلى منفى جديد وهو
الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كانت شخص لا وطن له ولا هوية أو جنسية تمكنت
بعد عشر سنوات من الحصول على الجنسية الأمريكية سنة 1951. هذا الأمر أي الوضع
المدني جعلها تُدرّس في الجامعات مثل
جامعة باركلي وكولومبيا. كانت أرندت تعتبر نفسها حرة في
تفكيرها، لا تنتمي لأي مكان، جريئة، مثقفة، خرجت من حزب
الفلسفة بعد وصول النازي للحكم. سيرتها الذاتية جزء لا يتجزأ من مسارها الفكري، كانت انشغالات واهتمامات أرندت متنوعة. تمتاز بقدرتها على البدء من جديد لقد بدأت
بتعلم اللغة الإنجليزية وفي عمرها 35 سنة لتكتب بعد ذلك كتبها بهذه اللغة وهذا يدل
على اجتهادها ومثابرتها وقدرتها على التأقلم.
عاشت في عالم عرف حربين عالمتين، عالم عرف
مجموعة من الأزمات، تطرح فيه قضايا جديدة تستفز الفكر وتحثنا على التفكير والبحث
عن الحقيقة والحلول. وهذا ما دفع حنة أرندت إلى الخروج من الفلسفة أو كما عبرت
تفكر: " بعيون صافية من كل فلسفة". كان همها هو محاولة الفهم، فيما يخص ديانتها عبرت عن ذلك بقولها أن في طفولتها لم تكن تعرف بأنها يهودية ولم
تكن هذه الكلمة تتداول في المنزل، وتعترف بأنها عندما كبرت حينها عرفت معنى أن تكون
يهودي، نتيجة ما عاشته.
فقد أجبرت على ترك ألمانيا، لذلك نقول بأن مسار
حياتها هو ما أعطى حنة أرندت أو فكر حنة أرندت لأن فكرها هو قراءة
للأحداث التي مرت في حياتها. " يعتبر أغلب المهتمين بفلسفتها أن تجربة
المنفى كانت عاملاً أساسياً في تكوين تفكيرها المراوح بين التحليل النظري (حياة
الفكر) وبين الرصد العياني للتجربة الإنسانية والمشاركة فيها (الحياة العملية)".([1])لنقل
بأن أرندت عرفت الاستقرار المادي فقط في الآونة الأخيرة من حياتها بعد أن حصلت على
كرسي الأستاذية بجامعة شيكاغو، طبعا هذا سينعكس على أفكارها. عندما كانت بباريس لم
يكن لها ولزوجها دخل مادي لاستئجار سكن، لذلك أقامت في شقة وهي مخزن في النهار للبضائع
وفي الليل تسكنه وزوجها. لذلك كانت أفكارها وليدة الوقائع والضغوطات والبؤس لطالما
كانت مخيرة بين الموت أو تقاوم، إلا أنها قاومت بشدة ولم تستسلم للموت في ظل عالم
وواقع متأزم. انتمت أرندت إلى الحركة الصهيونية عندما فرت إلى باريس إلا أنها سنة
1943 خرجت منها وكان بليمفيد Blimfield الأب الروحي
لها وهو رئيس الحركة الصهيونية.
هذه الأحداث التي عرفتها كان يمكن أن يكون لها مسار
مغاير إلا أن الأمر أخذ مجراه، وشاء أن تبدأ من جديد، لتعطينا درسا وهو ان تكون
للإنسان دائماً القدرة على البدء من جديد. في سنة 1933 تعرفت أرندت
على نفسها واكتشفت بأنها
يهودية، وأن تكون يهوديا أنداك يعني أنك مرفوض ومنبوذ في العالم.
كانت دائماً تعبُر من مرحلة الحدث إلى مرحلة الفكر، لقد كانت ناسية تماما أنها يهودية إلا أن الحزب النازي
ذكّرها بذلك. وضحت أرندت مسألة صهينتها وتقول بأنها انتمت للصهيونية بسبب هتلر، إلا أنها لم تستمر وهذا التجنيد يعني أنها كانت تريد فعل شيء ما، ألا تبقى مكتوفة
اليدين أي تفكر في طريقة للنجاة والهروب من الموت، إلا أن تجنيدها اصطدم مع
قناعاتها ومبادئها.
" تعتبر آرندت أن الصهيونية كانت حل اللاّ خيار، حل
الهروب، حلاًّ اختارته الأزمنة الظلماء...، وكان عليهم الهروب أبعد من ذلك إلى
فلسطين أو إلى أمريكا، حيث لا يوجد الموت".([2])
انسحبت أرندت من الحركة الصهيونية." بقيت مقتنعة أن قيام دولة
وطنية في فلسطين، هو بمثابة شكل من أشكال الانتحار الجماعي".([3])
إن الالتزام بأي توجه أو قضية حسب آرنت هو خيانة
للفكر وتعطينا آرنت مثال أيخمان هذا الأخير الذي فقد القدرة على التفكير لأن
عوز آيخمان الفكري نتيجة إيمانه بفكره وحسب، أي وفائه والتزامه مع النظام النازي.
لذلك كانت آرنت ضد الحركة الصهيونية واعتبرتها حركة توتاليتارية حيث تقول
عن ذلك الأستاذة الجامعية والصحافية مليكة بن دودة: " ...تفكر ضد أشكال
الالتزام جميعا وضد الحركة الصهيونية، لاسيما وأن هذه قد أمست حسب وصفها، حركة
توتاليتارية، تعسفية، إرهابية تتبادل الأعمال مع هتلر وتُشبه في مثاليتها
آيشمان".([4])
عبرت أرندت عن
رفضها لأهداف الحركة الصهيونية، قالت بأن اليهود فروا إلى فلسطين فهي قمرهم
والوجهة التي اتخذوا للهروب من شر العالم، آرنت طالبت أن يكون الشعب اليهودي محمي
لا أن ينشأ هذا الشعب على قيام دولته على حساب دولة أخرى. حيث انتقل الشعب اليهودي
من أن يكون ضحية إلى لعب دور الجلاد. فإذا تمت محاكمة أيخمان على ما حدث لليهود
وليس على الجرائم فإن فلسطين الآن تتحمل مسؤولية ما حدث من أزمات وحروب وجرائم عبر
التاريخ.
آرنت كما
وصفتها مليكة بن دودة انتصرت للفكر الحر، ولم تعتبر نفسها ألمانية أو يهودية، هي
ضد الصهيونية، ترفض الانتماء والالتزام مع أي إيديولوجية. تساءلت آرنت دائما عن ما
يحدثه الفكر لأن الفكر ضروري لبناء العالم، كما أنها كانت معجبة
بشخصية سقراط لأنه جمع بين الفكر والحرية وهذا ما كان سبباً في موته، مما جعل
تلميذه أفلاطون يتجنب الانخراط في الحياة العملية في حين سقراط كان رجل الواقع، مرتبط بالجمهور، سقراط كان يواجه ويظهر ولا يهرب من الآخرين. اعتبرت أرندت
" المحرقة" وفكرة
معاداة السامية أمور استند عليها اليهود من أجل توحيدهم بحجة أنهم ضحية العالم
واعتبرته وهو الأمر الذي لم يلق قبول اليهود، أنهم ساهموا في أن يكونوا ضحية. "غضب
من ارندت كل أصدقائها اليهود وعلى رأسهم الأب الروحي بلمفيد كما تُتهم بالخيانة
وعدم مراعاة شعور اليهود وهم لا يزالون مُتأثرين بالمحرقة".([5])
إلا أن جرأة وشجاعة حنة جعلتها تفصح عن الحقيقة مهما قيل عنها من تخوين
ونبذ، رغم أنه تم وصفها ب"ابنة صهيون الضالة" من قبل الصحافة
الإسرائيلية...
كما كشفت وبحثت
عن حقيقة السمات التي تم وصف اليهود بها وهي الخيانة والأنانية وعدم الوفاء، أكدت أن
اليهود يتحملون القسط الكبير في هذه السمات التي وصفوا بها، اعتبرت أرندت
مسألة بعد اليهود عن
المشاركة السياسية وازدياد ثرواتهم هو الذي جعل الآخرين يحقدون عليهم. إن ممارسة
السياسة تتطلب الشجاعة والبراعة على الإنسان أن يكون شجاعاً لكي يغادر جدران
بيته الأربعة حيث الأمان، إلى اختبار الذات في مختبر الميدان العام.
ينبغي أن يهتم الإنسان بالعالم وما يقع فيه، والتفكير بكل حرية. كما أنها أعلت من مفهوم المواطنة: " بالنسبة إلى أرندت وحدها المواطنة يمكن أن تحمي الإنسان من عنف الآخرين... وتعتبر أن الإنسان لا يُحافظ على الإنسان إلاّ إذا التقى به داخل حيّز من هذا العالم أي التقى به وهو مواطن".([6]) كانت آرنت مواطنة العالم لأنها تحب العالم في تنوعه. كما أنها تربط بين المواطنة والمسؤولية الجماعية لأن الإنسان عليه أن يتحمل المسؤولية في كل ما قد يحدث في الوطن الذي ينتمي له. وفي خضم حديثها عن المواطنة حاولت أرندت أن تبعد التدين عن السياسة كما فعل مكيافيللي لأن الدين لا يمنحنا في الغالب مواطنين صالحين. فالمواطن هو الذي يكون سلوكه ملائم للعالم، لذلك فإن آرنت ميكيافيللية نوعا ما لأنها فصلت بين ما هو ديني عن ما هو سياسي. وهو ما قال به ميكيافيللي سنة 1527: " لا تُدخلوا هؤلاء الناس إلى ميدان السياسة، إنهم لا يهتمون كفاية بالعالم، أناس يعتقدون أن العالم فان وأن لهم حياة أخرى، هم أناس خطيرون، نُريد حقيقة الاستقرار والنظام لعالمنا هذا".([7]) لأن اهتمام الإنسان بما هو ديني يكون على حساب ما هو سياسي.
كانت أرندت في كتاباتها تستخدم مفاهيم تدل على التعدد والاختلاف بدل
المفاهيم التي تدل على الوحدة مثل المجتمع، الشعب، الطبقة وأشارت مليكة بن دودة
لهذه المسألة. اهتمت آرنت بالمفاهيم وأصلها، تُميز كذلك بين الحقيقي والمزيف كما
أنها دائماً تدخل في حوار مع تقليد الفلسفة السياسية من أجل استرجاع مكانة
السياسة التي تقوم على التعدد البشري.
كانت دائماً تسعى إلى عملية الفهم فهي لم تفهم كيف أنتجت
الديمقراطية النظام الشمولي النازي، أيضاً كيف أصبح آيخمان موظف مجرم وهو يقوم
بطاعة الواجب. الآن الأحداث كثيرة ما أحوجنا إلى قراءة آرنت لهذه الأحداث، علينا
أن نفكر فيما يحدث وما نحن على وشك فعله، وأن نفكر من جديد وكأننا لم نفكر وكأنه
الحدث الأول والأخير. رغم أن آرنت أرادت أن تفكر بعيون خالية من الفلسفة إلا أنها
لم تستطع تجاوزها فقد كانت ترد على هايدغر وروسو وهوبز، معجبة بكانط وتارة تعود
إلى اسبينوزا، أرادت الخروج من الفلسفة ولكنها ظلت تدور في حلقة الفلاسفة.
هي
امرأة متميزة وفريدة تتميز بعزيمتها، كتبت وأبدعت، و كتابها "أسس
التوتاليتارية"1951، ساهم في انضمامها للنخبة الفكرية، لم تلتزم حنة
أرندت أبدا بالأعراف والتقاليد. من أهم مؤلفاتها: "الحب والقديس أوغسطين","
أسس التوتاليتارية"، "الوضع البشري"، "ما
السياسة؟"،" ايخمان في القدس: تقرير حول تفاهة الشر"، "في الثورة"، " من الكذب إلى العنف"... لقد
أبدعت أرندت في حديثها عن السياسة، وربطت بينها وبين الفعل والتعددية، لأنها لم
تركز على الفرد الواحد وإنما على العالم، على المجموعة، على الناس؛ لأن شرط
السياسة هو تواجد الآخرين. اهتمت أرندت بالسياسة أكثر من اهتمامها بالفلسفة
التي ستعود إليها بعد الانتهاء من السياسة؛ لأن الفلسفة كانت بعيدة من الواقع وقد
تم اعتبارها ميتافيزيقا متعالية، المنظرة السياسية دافعت عن الفلسفة القريبة من
الواقع، الفلسفة التي تتفاعل مع الأحداث؛ تحلل وتعبر وتفحص هموم العصر.
حاولت
أرندت أن تخلص الإنسان من الاغتراب وهذا ما جعلها تشتغل على
التنظير السياسي، فالاغتراب من الناحية السياسة هو عدم الرضا عن النظام السياسي
القائم، حيث يشعر الفرد بأن ذلك النظام بعيد عنه، لا يحس الإنسان بالحرية، كما أن
أرندت تطرقت لنقطة مهمة وهي أن انشغال الإنسان بالاستهلاك، تحوله إلى كائن مستهلك
فقط، بعيد عن كل نشاط سياسي. حسب أرندت الإنسان المعاصر نفر من السياسة، كما أن
اكتشاف القارات واختراع التلسكوب هو ما جعل الإنسان يحس نوعا ما بالاغتراب عن ذاته
وعن العالم.
لطالما رددت أرندت التعبير الصيني الذي يقول: " إنها
للعنة أن يعيش المرء في أزمنة مثيرة". من خلال هذا التعبير يمكن القول
بأن أرندت عاشت في أزمنة حالكة وهذه الأزمنة يعود لها الفضل في جعل أرندت كاتبة أو
منظرة سياسية، هوس الكتابة لم يكن لديها وهذا ما قالته حيث اعتبرت نفسها كاتبة
بالمصادفة؛ لأنها أرادت أن تفهم فهي المتجولة في الأحداث التي عرفها القرن
العشرين.
أجرت أرندت مقابلة مع الصحفي المشهور أنداك يدعى
غونتر غاوس Gunter Gaus، وقد تم بث اللقاء على التلفزيون الألماني. فبدأ الحوار باعتراضِ أرندت على تلقيبه
إياها بالفيلسوفة وقالت: " أخشى أن عليّ أن أعترض هنا. فأنا لا أنتمي إلى
حلقة الفلاسفة. لأن المهنة التي أمارسها، إن كان المرء أن يتحدث عن مهنة، هي
النظرية السياسية أنا لا أشعر أنني فيلسوفة، ولم أُقبل في حلقة الفلاسفة كما تقترح
بكل لطف ".([8])
إذن فكتابات
أرندت كانت من أجل فهم الواقع ليس إلا، وهي اعترفت بذلك مما جعلها تقول بأنه لو
كانت لها ذاكرة قوية تحتفظ بكل شيء ما كانت ستحتاج إلى الكتابة.
نستنتج
من حياة أرندت الحافلة بالأحداث، وهي التي تزامن وجودها في هذا العالم مع محرقة
الهولوكست والحربين العالميتين؛ كذلك الثورة الفرنسية والأمريكية. كل هذه الوقائع
جعلت حنة أرندت تبدع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل ويؤكد المقولة الشهيرة:
’الإبداع يُولد من رحمِ المعاناة‘. وبذلك كانت أرندت كريمة في كتاباتها، التي ما
كانت لتخرج للوجود لولا أحداث القرن العشرين. لطالما تم ربط حياة الفيلسوف أو
الفنان، بصفة عامة أي مبدع في مجاله إلا ونجد بأن لحياته الخاصة تأثير على فكره، أو هي سر إبداعه. لذلك فإن فلسفة الصامدة القوية حنة أرندت ما هي إلا نتاج ما
عايشته وشاهدته، تلك الأحداث كانت هي الملهمة وجعلتها بهذا السخاء والذكاء في
الكتابة.
عندما يتألم الإنسان، فإنه يهب الإنسانية كتابات حقيقية
وصادقة؛ تساعدنا على
فهم الواقع وتحليله وفحصه وكذلك نقده. أيضا تمكننا من البحث عن البديل الذي يُفيد
الإنسانية جمعاء. استطاعت أرندت من خلال الكتابة، أن تصف لنا معاناتها، وتغني
الساحة الفكرية بمفاهيم جديدة، وهي قيمة مضافة للحقل الفلسفي والسياسي.
أرندت ما احتفظت به من كل تلك الأحداث بالإضافة إلى كتاباتها، هو اللغة الألمانية، حيث كانت مصممة على الحفاظ عليها، لأنها كانت لغة القصائد التي سبق وأن حفظتها عن ظهر قلب. نحن الآن فعلا بحاجة إلى أرندت التي كانت تحذر دائما من خطورة الأيديولوجيا، والتضييق على المجال العمومي وحرية التعبير. لقد كانت أرندت نموذج المثقف الذي يجهر بمواقفه حتى وإن كانت مخالفة للسلطة والجماهير، تدافع بشدة عن الحق والخير والحب. كما أنها ما سئمت يوماً من الكتابة واستسلمت للواقع، ومؤلفاتها دليل على أنها كرست حياتها للشأن السياسي والتفكير وكذلك التدريس.